بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السبائك الذهبية في أحكام العيد الشرعية(1)
بيت القصيد في أحكام صلاة العيد
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه مباحث مختصرة في أحكام العيد وصلاته لخصتها من الشبكة
راجيا من الله أن أن يجعلني وكل المسلمين من الفائزين في هذا الشهر العظيم.
نقلا عن أبو أسامة سمير الجزائري
1- يسن ليلتي العيد التكبير وذكر الله حتى يؤدي الصلاة في عيد الفطر قال
ابن قدامة في المغني: (ويظهرون التكبير في ليالي العيدين وهو في الفطر آكد،
لقول الله تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ
عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) وجملته أنه يستحب للناس
إظهار التكبير في ليلتي العيد في مساجدهم ومنازلهم وطرقهم مسافرين أو
مقيمين، لظاهر الآية المذكورة).
وثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما (أنه كان يكبر يوم العيد حتى يأتي المصلى ويكبر حتى يأتي الإمام).
وأما في عيد الأضحى فيمتد التكبير إلى آخر أيام التشريق لقول النبي صلى
الله عليه وسلم: (أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله). رواه مسلم..
2- ولا تخص ليلتي العيدين بمزيد قيام أو فضل ولا يشرع لها اجتماع لأنه لم
يرد في الشرع ما يدل على تخصيصهما وما روي في ذلك منكر لا يصح منه شيء .
قال ابن القيم في بيان هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة الأضحى:"ثم
نام حتى أصبح ولم يحي تلك الليلة ولا صح عنه في إحياء ليلتي العيد شيء".
3- ويحرم صوم يومي العيد لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يومين يوم الفطر ويوم النحر). رواه
مسلم ومن صام فيهما كان آثما وبطل صومه ولم يجزئه.
4- يسن أداء صلاة العيد في الفطر والأضحى وينبغي للمسلم أن يواظب عليها إلا من عذر.
5- يسن أكل تمرات قبل الذهاب إلى صلاة الفطر لما روى أنس بن مالك رضي الله
عنه قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل
تمرات وقال ويأكلهن وترا). رواه البخاري.
أما الأضحى فالسنة الأكل بعد الصلاة لحديث عبد الله بن بريدة عن أبيه قال :
(كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم ولا يطعم يوم
الأضحى حتى يصلي) رواه الترمذي .
6 - يستحب التنظف والتطيب ولبس أحسن الثياب لأنه يوم اجتماع وزينة كالجمعة
عن عبد الله بن عمر قال: (أخذ عمر جبة من استبرق تباع في السوق فأخذها فأتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ابتع هذه تجمل بها
للعيد والوفود). رواه البخاري.
7- يسن الذهاب إلى صلاة العيد ماشيا إن كان قريبا لقول أما إن كان المصلى بعيدا في بلوغه مشقة فليركب.
8- يسن له مخالفة الطريق في ذهابه وإيابه لحديث جابر رضي الله عنه قال :
(كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق). رواه
البخاري.
9- يسن إخراج النساء حتى الحيض إلى مصلى العيد ليشهدن الخير ودعوة المسلمين
ويعتزلن مصلى الرجال لحديث أم عطية رضي الله عنها قالت : (أمرنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات
الخدور فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين . قلت : يا
رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب قال : لتلبسها أختها من جلبابها). رواه
مسلم.
ويجب على النساء إذا خرجن أن يلتزمن الحجاب الشرعي ويتركن التبرج والسفور
من طيب وإظهار زينة ولباس عاري وغيره. وليحرصن على عدم الاختلاط بالرجال في
الطرقات.
10- السنة في مصلى العيد أن يكون في الصحراء خارج البلد قريبا منه لما في
الصحيحين من حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان يخرج يوم
الفطر والأضحى إلى المصلى). فإن دعت الحاجة للصلاة في الجوامع لبرد ووحل
وخوف وغيره فلا حرج في إقامتها في مساجد المدينة والأمر في ذلك واسع.
11- صفة صلاة العيد ركعتان يكبر الإمام في الأولى سبعا وفي الثانية خمسا
لحديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كان يكبر في
الفطر والأضحى في الأولى سبع تكبيرات وفي الثانية خمسا) رواه أبو داود.
ولا يشرع أذان وإقامة فيها لقول جابر بن سمرة رضي الله عنه : (صليت مع
النبي صلى الله عليه وسلم العيد غير مرة ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة).
رواه مسلم.
ولا يشرع لصلاة العيد سنة قبلها أو بعدها لما روى ابن عباس رضي الله عنهما:
(أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الفطر فصل ركعتين لم يصل قبلها ولا
بعدها ومعه بلال). رواه البخاري. ولا يصلي ركعتين عند دخوله لأن التحية من
خصائص المسجد فإن أقيم العيد في مسجد صلى ركعتين عند دخوله.
ويستحب الجلوس للخطبة بعد الفراغ من الصلاة ولا يجب لحديث عبد الله بن
السائب قال: (شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد فلما قضى الصلاة
قال: إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس ومن أحب أن يذهب فليذهب).
رواه أبو داود.
إعداد
نقلا عن أبي أسامة سمير الجزائري
بلعباس
24 رمضان 1432